السيد محمد رضا مرتضوي :

الوحدة يجب ان تتصدر المطالب الرئيسية لعلماء الامة

الوحدة يجب ان تتصدر المطالب الرئيسية لعلماء الامة

ان قدرات العالم الاسلامي تعاظمت اليوم، واكثر من اي وقت مضى، من اجل دحر الكيان الصهيوني الغاصب والتصدي لجرائمه.


ان اللقاء الذي جمع بين رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، على هامش قمة الرياض الاسلامية العربية، يحظى بأهمية كثيرة من جميع الجهات؛ فقد شكل هذا اللقاء حدثا سياسيا ودوليا وامنيا واقتصادية واعلاميا و... في غاية الاهمية وذلك بعد سنوات من القطيعة بين البلدين.

لكن هناك جانب اخر لهذا اللقاء الذي يفوق اهمية بكثير وهو تاثيره الايجابي على مبدا التماسك بين المسلمين والتقريب بين المذاهب الاسلامية؛ الامر الذي لطالما شكل هاجسا رئيسيا لدى علماء الامة والنخب الثقافية والدينية في العالم الاسلامي.

وقد اتُخذت خطوات كبيرة جدا من اجل بلوغ ثمرات هذا الهاجس بما في ذلك الجهود السياسية التي بذلت لتجاوز العقبات والتحديات العسيرة التي تعترض هذا المسار، لكن بفضل الباري تعالى، تكللت الجهود في نهاية المطاف بالنجاح وجرى على مرأى العالم  الحوار بين كبار المسؤولين السياسيين لدى هذين البلدين المسلمين.

والواقع الذي يتعين علينا نحن المسلمين فهمه، هو اننا بحاجة دوما الى الوحدة ومطالبون بالوفاق فينا بيننا اليوم واكثر من اي وقت مضى.

وقد سجل التاريخ، ان ابناء امة خاتم الانبياء (ص) لطالما كانوا متحابين ومتماسكين جنبا الى جنب، ما ادى الى تحقيق الفتوحات الاسلامية الكبرى التي نالت مباركة الباري تعالى، لينزل السكينة على قلوب المسلمين في مواجهة اعداءهم بكل قوة وطمانينة، [ثم انزل الله سکینته علی رسوله و علی المومنین].

ان قلوب المسلمين تخفق اليوم على قلوب اطفال فلسطين المضطربة، ولا فرق ان كنت في غزة او بيروت او طهران او الرياض او الدوحة او جاكرتا او صنعاء واسطنبول و...، يكفي انك من امة محمد (ص) ومصحفك القران وقبلتك الكعبة، لكي تحشد الهمم والطاقات من اجل وقف المجازر التي يمارسها الصهاينة بحق هؤلاء الابرياء.

ورغم كافة المصاعب التي تعترض هذا المسار، لكن يبدو بان العالم الاسلامي اليوم واكثر من اي وقت مضى، تعاظمت قدراته لدحر هذا الكيان الغاصب والتصدي لجرائمه البغيضة.

لقد تحقق اقتدارنا هذا، من خلال نبذ الخلافات واسباب الفرقة، وتعبئة الارادات، وبما القى الخوف والهلع في قلوب اعدائنا الذين راهنوا كثيرا على الوقيعة والتشرذم فيما بين المسلمين.

ان اللقاء الذي جمع بين الرئيس الايراني وولي العهد السعودي، اذ يحظى باهمية منقطعة النظير لكنه ليس كافيا، وهناك حاجة لتحقيق المزيد من الانجازات الكبرى في هذا المسار، وبما يلزم على علماء الامة والمفكرين والنخب الثقافية والدينية في العالم الاسلامي، ان يضعوا نصب مطالبهم الرئيسية تعزيز الاواصر بين هذين البلدين  وسائر البلدان الاسلامية، ويفوتوا على الاعداء الفرص لاثارة الفتن والصراعات الدامية بين اتباع الدين الواحد.

نعم، الوحدة ليست شفرة الانتصارات فحسب، وانما هي فريضة شرعية ودينية تثقل عاتق المسلمين جميعا.